الأربعاء، 8 مايو 2013

مشكلة ضعف التحصيل الدراسي


المقدمة
       الحمد لله الذي خلق فسوى, وعلم فهدى , والصلاة والسلام على معلم البشرية الأول، ومبلغ الرسالة الكبرى , وعلى آله وصحبه أولي التقى , قال تعالى مبينا فضل العلم و أهله : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) الزمر9,  وقال تعالى (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ  (  المجادلة 11 .
 حث الرسول صلى الله عليه وسلم ــ على العلم فقال(طلب العلم فريضة على كل مسلم) صحيح الجامع 3913
 وتعد مشكلة ضعف التحصيل الدراسي مشكلة عالمية لا يكاد يخلو منها مجتمع من المجتمعات إذ يقول فيزرستون وهو من الأوائل الذين اهتموا بدراسة مشكلة ضعف التحصيل الدراسي(هناك عشرين طالبا من أصل مئة لديهم ضعف في التحصيل الدراسي). وعند الحديث عن تدني التحصيل العلمي يرجع الباحثون ذلك إلى أسباب عديدة مؤثرة على التحصيل منها المعلم ،والأسرة ، والبيئة الاقتصادية والاجتماعية ، والحالة النفسية و العقلية للطالب نفسه،حيث يعتبر التحصيل الدراسي أمرا مهماً لكي ينتقل التلميذ و الطالب من مرحلة دراسية إلى مرحلة دراسية لاحقة  .
     وموضوع تدني التحصيل موضوع دقيق وحساس ويتعلق بمستقبل الأبناء وحياتهم الاجتماعية والمهنية واستقرارهم النفسي أو اضطرابهم في الطفولة والشباب , وهو ما يستوجب النظرة الشمولية الفاحصة والثاقبة بكل تمحيص والمنبثقة من نظرتنا الموضوعية للعوامل الأسرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتفاعلة مع الاستعدادات والميول والاتجاهات النفسية الخاصة بكل طفل على حده , البعيدة كل البعد عن الأحكام العشوائية , والاتجاهات التعصبية " مثل الفكرة الخاطئة عند بعض المدرسين والآباء من أن تدني التحصيل مرتبط بالغباء والتخلف العقلي , في حين النظرة الموضوعية للتأخر الدراسي عند الأطفال يجب أن يقوم على أساس فهم واضح وموضوعي يأخذ بعين الاعتبار جميع الجوانب والعوامل المحيطة بالطالب والعملية التعليمية وتحليلها من أجل وضع اليد على الأسباب الحقيقية لهذا التأخر .
أسئلة الدراسة
      تسعى هذه الدراسة للإجابة عن جملة من الأسئلة , حول موضوع ضعف التحصيل الدراسي , وقد تمحورت في الأسئلة التالية :
     _ ما المقصود بالتحصيل الدراسي ؟
-       ما هي أسباب ضعف التحصيل الدراسي ؟
-       ما أفضل أساليب علاج مشكلة ضعف التحصيل الدراسي ؟

أهداف الدراسة
         تهدف هذه الدراسة للمساهمة في حل مشكلة ضعف التحصيل الدراسي من خلال توضيح مفهوم ضعف التحصيل الدراسي لدى الصفوف الأولية في المرحلة الابتدائية.
        كما تروم هذه الدراسة تحديد أسباب ضعف التحصيل الدراسي  لدى الصفوف الأولية في المرحلة الابتدائية.
       وهذه الدراسة تسعى لتقديم بعض الحلول المقترحة , لمشكلة ضعف التحصيل الدراسي لدى الصفوف الأولية في المرحلة الابتدائية.

حدود الدراسة
تقف الدراسة عند حدها الموضوعي , والمتمثل في (ضعف التحصيل الدراسي لدى الصفوف الأولية في المرحلة الابتدائية).


منهج الدراسة :  المنهج الوصفي التحليلي

أهمية الدراسة
تعد مشكلة ضعف التحصيل من أهم المشكلات التي تعوق المدرسة الحديثة , وتحول بينها وبين أداء رسالتها على الوجه الأكمل , ويستطيع كل من مارس التدريس أن يقر بوجود هذه المشكلة في كل فصل دراسي تقريباً , حيث توجد مجموعة من التلاميذ الذين يعجزون عن مسايرة بقية الزملاء في تحصيل المنهج المقرر واستيعابه , وكثيراً ما تتحول تلك المجموعة إلى مصدر شغب وإزعاج , مما قد تتسبب في اضطراب العملية التعليمية داخل الصف أو اضطراب الدراسة بصفة عامة داخل المدرسة ( هريدي , 2003, علي ,2001) .
وعند الحديث عن مشكلة ضعف التحصيل وضعف المستوى العلمي قد يتبادر إلى أذهاننا إن المشكلة محلية أو محصورة في بلدنا على اعتبار الظروف الاستثنائية التي مر بها من حروب وحصار واحتلال , ولكن وكما يشير (حمودي 2009) فإن إحدى سمات نواتج النظام التعليمي في البلدان العربية هو تدني التحصيل بمستواه الشامل , ولذا تعد مشكلة تدني التحصيل من أكثر المشكلات التي يعاني منها النظام التعليمي في البلدان العربية كما ورد في التقرير الإحصائي لمنظمة اليونسيف , حيث أشار إلى أن الطلبة المعيدين بلغ عام (1995) في عشر دول عربية       ( 110 , 036 , 1) ولا يخفى عن هذا ينتج عنه هدر للطاقات البشرية والإمكانات المادية , كما أشار إلى أن التلاميذ بعد إعادتهم للصف الدراسي لا يحققون مستوى دراسي جيد ( حمودي , 2009 : مجلة علوم إنسانية إلكترونية) .
كما تشير ( جزماوي 2006) إلى أن مشكلة تدني التحصيل الدراسي مشكلة عالمية لا يكاد يخلو منها مجتمع من المجتمعات , إذ يقول ( فيزرستون) وهو من الأوائل الذين اهتموا بمشكلة ضعف التحصيل إن عشرين طالباً من كل مائة لديهم ضعف في التحصيل , وتم التأكد من تلك النسبة بأخذ عينات عشوائية من مجتمعات مختلفة ( جزماوي , 2006) .
ويشير ( Petrilli& scull 2011) إلى نسب أعلى في بعض الدول , ويورد تقرير منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية " والذي تضمن نسب الطلبة الذين يعانون من تدني مستوى التحصيل في (34) دولة في مادتي الرياضيات والقراءة ممن هم بعمر (15) سنة , حيث كان المتوسط لهذه الدول في الرياضيات (22,5%) وفي القراءة (18,8% ) وتدني المستوى في هذه المواد ينسحب سلباً على المواد الأخرى لاعتماد الأخيرة على الأولى( petrilli& scull , 2011:10) وإذا ما عدنا للحديث عن العراق فإن المشكلة فيه لا تقل سعتها عن البلدان الأخرى حيث كانت نسبة النجاح للاختصاصين العلمي والأدبي للعام الدراسي 2006/2007 (37%) ولم تكن النسبة أعلى منها للأعوام السابقة ( خضير , 2008 :2).

مصطلحات الدراسة
التحصيل الدراسي
التحصيل في اللغة : هو جمع الشيء , ولذلك سميت حويصلة الطائر ؛ لأنه يجمع فيها . ويقال أن أصل التحصيل استخراج الذهب أو الفضة من الحجر أو من تراب المعدن ؛ ويقال لفاعله المحصّل . (مقاييس اللغة) .

التحصيل الدراسي  : كل أداء يقوم به الطالب في الموضوعات المدرسية المختلفة والذي يمكن إخضاعه للقياس عن طريق درجات اختبار و تقديرات المدرسين أو كليهما  ( شعلان , 2006)

ضعف التحصيل الدراسي : هو انخفاض أو تدني نسبة التحصيل الدراسي للتلميذ دون المستوى العادي المتوسط لمادة دراسية أو أكثر نتيجة لأسباب متنوعة ومتعددة ،منها ما يتعلق بالتلميذ نفسه ومنها ما يتعلق بالبيئة الأسرية والاجتماعية والدراسية والسياسية.(يوسف ذياب2006).


الدراسات السابقة
الدراسة الأولى: المهارات الاجتماعية وعلاقتها بالكفاءة الذاتية المدركة والتحصيل الدراسي العام لدى عينة من طلبة المرحلة المتوسطة في منطقة حائل بالمملكة العربية السعودية . رامي اليوسف
وهدفت الدراسة إلى تحديد العلاقة بين المهارات الاجتماعية و الكفاءة والتحصيل الدراسي , توصلت لوجود علاقة ارتباطيه بين المهارات الاجتماعية والتحصيل الدراسي ,وقمت الدراسة توصيات منها : ضرورة إكساب التلاميذ المهارات الاجتماعية وتوفير برامج لتنميتها .
ضرورة توفير برامج تعليمية وتربوية لتحسن مستوى التحصيل الدراسي لدى التلاميذ.
الدراسة الثانية  العوامل المؤدية إلى تدني التحصيل الدراسي في الرياضيات لدى تلامذة المرحلة الأساسية بمدارس وكالة الغوث الدولية بقطاع غزة . كمال الاسطل .
هدفت الدراسة إلى بيان االعوامل المؤدية إلى تدني التحصيل الدراسي في الرياضيات وتوصلت الدراسة وجود فروق ذات دلالة احصائية لصالح المعلمين ذوي الخبرة
( 10 سنوات ) في مقابل المعلمين الجدد (5 سنوات فأقل ).
وأوصت الدراسة ضرورة تكثيف عملية تدريب المعلمين على الخصوص في المرحلة الأساسية , كما دعت إلى تطوير المعلمين حديثي التخرج والذين هم على رأس العمل .




مفهوم ضعف التحصيل الدراسي
يصعب تحديد تعريف شامل موحد لمفهوم ضعف مستوى التحصيل الدراسي فهو من أصعب المشكلات فهما ً وتشخيصا ً وعلاجا ً لأن أسبابه متعددة ومتشابكة وله أبعاد تربوية واقتصادية واجتماعية وثقافية ونفسية.

وم الباحثين من يرى أنهم الذين ينجزون أعمالا ً دراسية أقل بسنتين على الأقل مما ينتظر ويتوقع منهم مقارنه بالأطفال العاديين الذين هم في سنهم.
ويؤكد على هذا التعريف (يوسف ذياب ،2006) ولكنه بشي من التفصيل فيعرف ضعف التحصيل الدراسي بأنه انخفاض أو تدني نسبة التحصيل الدراسي للتلميذ دون المستوى العادي المتوسط لمادة دراسية أو أكثر نتيجة لأسباب متنوعة ومتعددة ،منها ما يتعلق بالتلميذ نفسه ،ومنها ما يتعلق بالبيئة الأسرية والاجتماعية والدراسية والسياسية ،ويتكرر رسوب المتأخرين دراسيا ً لمرة أو أكثر رغم ما لديهم من قدرات تؤهلهم للوصول إلى مستوى تحصيل دراسي يناسب عمرهم الزمني .
أما (جابر عبد الحميد،1985) فيعرف التحصيل الدراسي بأنه مجموع الدرجات التي يحصل عليا التلميذ في المواد الدراسية كما تقيسها اختبارات نصف العام الدراسي ،وتدني التحصيل هو تدني في هذه الدرجات لظروف صحية أو مدرسية أو اقتصادية أو شخصية أو انفعالية.
وفي دراسة قامت بها (فتحية الدسوقي ،2005)أوضحت بأن تدني التحصيل الدراسي للتلاميذ هم التلاميذ الذين يعجزون عن مسايرة بقية الزملاء في تحصيل واستيعاب المنهج المقرر.
والباحث سيد خير الله (ب،ت) فقد اشار الى أن التحصيل الدراسي هو المجموع العام لدرجات التلميذ في جميع المواد الدراسية.
وأشار الحامد (1996) بأن التحصيل الدراسي هو ما يتعلمه الفرد من المدرسة من معلومات خلال دراسته مادة معينة وما يدركه المتعلم من العلاقات بين هذه المعلومات ويستنبطه منها من حقائق تنعكس في أداء المتعلم على اختيار وضع فوق قواعد تمكنه من تقدير أداء المتعلم كميا بما يسمى بدرجات التحصيل.
كما عرف صلاح علام(2000) بأن التحصيل الدراسي هو درجة الاكتساب التي يحققها الشخص ومستوى النجاح الذي يصل إليه في مادة دراسية أو مجال تعليمه.
التعريف الإجرائي :
يتبنى الباحث التعريف التالي لضعف التحصيل : ضعف التحصيل الدراسي بأنه انخفاض أو تدني نسبة التحصيل الدراسي للتلميذ دون المستوى العادي المتوسط لمادة دراسية أو أكثر نتيجة لأسباب متنوعة ومتعددة ،منها ما يتعلق بالتلميذ نفسه ومنها ما يتعلق بالبيئة الأسرية والاجتماعية والدراسية والسياسية.(يوسف ذياب2006).

أسباب التأخر الدراسي
يلخص زهران أسباب التأخر الدراسي في النقاط التالية
الأسباب الحيوية :
تأخر النمو وضعف البنية ، والتلف المخي ، وضعف الحواس مثل السمع والبصر ، الضعف الصحي وسوء التغذية والأنيميا واضطراب الكلام ، والحالة السيئة للأم أثناء الحمل وإصابتها بأمراض خطيرة وظروف الولادة العسرة .
الأسباب النفسية :
الضعف العقلي والغباء ونقص الانتباه وضعف الذاكرة والنسيان ، والشعور بالنقص وضعف الثقة في الذات ، والاستغراق في أحلام اليقظة ، واضطراب الحياة النفسية للتلميذ وصحته النفسية والمناخ النفسي المضطرب وسوء التوافق العام ، والمشكلات الانفعالية والإحباط وعدم الاتزان الانفعالي والقلق والاضطراب العصبي ، وكراهية مادة دراسية معينة أو أكثر ، وعدم تنظيم مواعيد النوم ، والاضطراب الانفعالي للوالدين .
الأسباب الاجتماعية :
الانخفاض من الشديد للمستوى الاجتماعي والاقتصادي واضطراب الظروف الاقتصادية ، وانخفاض المستوى التعليمي للوالدين ، وكبر حجم الأسرة والظروف السكنية السيئة ، وسوء التوافق الأسري والعلاقات الأسرية المفككة وأسلوب التربية الخاطئ والقلق على التحصيل وارتفاع مستوى الطموح بما لا يتناسب مع قدرات التلميذ واللامبالاة وعدم الاهتمام بالتحصيل .
أسباب أخرى :
نقص وانعدام الإرشاد التربوي وسوء التوافق المدرسي ، وبعد المواد الدراسية عن الواقع وقصور المناهج وطرق التدريس وسوء المناخ المدرسي العام وعيوب نظم الامتحانات وقلة الاهتمام  بالدراسة وعدم المواظبة وكثرة الغياب والهروب وضعف الدافعية ونقص المثابرة وعدم بذل الجهد الكافي في التحصيل والاعتماد الزائد على الغير مثل الوالدين والدروس الخصوصية والحرمان الثقافي العام.( زهران 1997م )

و أشار عدس1999،العناني2000،نصر الله 1999 إلى أن من أسباب تدني الإنجاز المدرسي التحصيلي هو:ـ
1ـ الوضع الصحي الجسدي الذي يتأثر بسبب مرض أصاب الطفل وألحق به أثارا سلبيه وأدى إلى تأخره أو تدني تحصيله الدراسي.
2ـ إحدى الصعوبات التي قد يعاني منها الطفل في مراحل حياته الأولى عدم دخوله المدرسة المناسبة.
3ـ قد تكون الأسرة السبب المباشر في ضعف التحصيل بسبب ضغطها على الابن لبذل جهده خاصة لرفع مستوى الإنجاز دون الأخذ بالاعتبار قدراته العقلية وميوله الشخصية مما يؤدي إلى نتيجة عكسية لديه.
4ـ الظروف الاجتماعية والمادية التي تمر بها الأسرة أو تعاني منها وتؤثر على تحصيل الطالب بحيث يبدأ بالتسرب أو التغيب عن المدرسة لكي يساعد أهله لتحسين وضعهم الاقتصادي أو يوفر المصروف الذي يأخذه.
5ـ وقد يكون المنهاج المتبع والنظام التعليمي والأساليب أو المعلم وشخصيته وإعداده وقدراته والأسلوب التدريسي الذي يستعمله وطريقة تعامله مع الطلاب سبب في تدني تحصيل الطالب الدراسي.
6ـ المواد التعليمية التي تدرس في المدرسة مستواها وصعوبتها وعدم التعامل معها يؤدي إلى عدم تفاعل الطلاب مع المادة والمعلم.
7ـ الظروف السياسية والأسباب الأمنية تلعب دور في تدني التحصيل بسبب الخوف والقلق والتوتر الذي يمر بها الطالب وعدم الاستقرار النفسي نتيجة للأوضاع السياسية التي تمر بها المنطقة والتي تؤدي إلى عدم الإحساس بالأمن التي تعتبر من الحاجات الأساسية حتى يستطيع الطالب إنجاز ما يطلب منه بأفضل مستوى ممكن.
8ـ وسائل الإعلام المختلفة التي تلعب دورا لا يستهان به في إضاعة الوقت وعدم الاهتمام بالتحصيل الدراسي لأنه يقضي الوقت الطويل في مشاهدة البرامج التي يتعلم منها العنف وسوء الخلق و الانحرافات على أنواعها وإهمال الجوانب الهامة في حياته.
9ـ انتشار ظاهرة العنف والعقاب البدني واللفظي داخل المدرسة والأسرة والمحيط الذي يعيش فيه الطالب.
10ـ علاقة الطالب مع الطلاب الآخرين التي تؤدي إلى انشغاله والانصراف عن الإنجاز المدرسي لكونها علاقة سلبية في جوهرها فتؤدي إلى ترك المدرسة كذلك بالنسبة لعلاقته مع المعلمين القائمة على العنف والقسوة والعقاب والذي بدورة يؤدي إلى ترك المدرسة بصورة دائمة أو متقطعة وأيضا علاقة المعلمين فيما بينهم إذا كانت سلبية فإن الطلاب هم الذين يدفعون الثمن.
11- وجود المربيات الغي عربيات واللاتي بدورهن يؤثرن على ثقافة ولغة الطفل مما يعكس ذلك سلبا عليه .
وأشار رسمي علي عابد(2009) إلى أنماط سلوكية تعليمية تؤثر على التحصيل  أهمها : 
1 ـ الإيمان المترجم بالعمل : ويتمثل هذا الإيمان الإقناع والاقتناع بأهمية الموضوع المطروح ، إثارة اهتمام الطلاب بالموضوع ، الطرح الموضوعي والنزيه بلغة الحوار والتمسك الشديد بالمبدأ ولكن دون تسلط 
2 ـ الثقة : بأن يعترفا المعلم بأهلية الطالب للتلقي عن المعلم وسلامة العلاقة بينها وهي ضرورية لعملية التعلم لأن الاخذ والعطاء يكون مثمرا إذا كان التفاعل قويا والثقة والعطاء متوفرين وهذا يعطي دافعية كبيرة للتعلم 
3 ـ اعتماد الأسلوب غير المباشر : حيث يقوم المعلم بالمحاورة والإقناع والمناقشة والإقناع
4 ـ إجادة مادة التدريس 
5 ـ الوضوح :وذلك بوضوح الفكرة والإحاطه بها ووضوح الاسلوب والقدرة على قراءة جوانب النقص عند الطالب لتفسير المعلومات ووضوح المصطلحات لدى المعلم والطالب
6 ـ الإتصال الفعال : محاولة اكساب الطالب طريقة فكرية منتجة يتوصل فيها إلى الأفكار 
7 ـ إثارة الدافعية والتعزيز 
8 ـ طرح الأسئلة : طرح السؤال تحتاج إلى أمور عديدة منها : توفر المعلومات الصحيحة وخبرة تصنيف المعلومات وتحديد الهدف من الإجابة عند طرح السؤال ومدى ارتباط السؤال بمستوى نمو المعلومات لدى الطالب ووضوح السؤال
9 ـ مهارة الإصغاء  : إعطاء الطالب الاهتمام بالنظر إليه عند الإجابة واستيعاب ما يقول وقبوله(عدس1999)  .
ويرى الباحث تقسيم أسباب الضعف الدراسي إلى ما يلي  :
أولاً : الأسباب الذاتية :
1-   حيث يكون الطالب سنه أقل من السن المناسب للمرحلة الدراسية أو قد يكون عمره أكبر من مستوى زملائه لتكرار رسوبه أو لمرضه أو يكون ذكاؤه مرتفعاً بحيث يؤدي إلى عدم التكيف في المرحلة الدراسية.
2-   ضعف القدرات العقلية : وعدم إمكان تحصيل المقرر الدراسي في الوقت المحدد وفق نسبة الذكاء، وهو ما يعرف بالفروق الفردية.
3-   ضعف القدرات الصحية للطالب، أو المرض، وسوء الحالة الصحية قد تجعل الطالب غير قادر على بذل الجهد، أو أداء الواجبات المطلوبة مما يؤدي إلى التأخر الدراسي.
4-   جهل الطالب لطرق الاستذكار، وعدم وجود القدوة الحسنة، أو من يرشده لذلك.
5-   الشعور بالخوف أثناء تأدية الامتحان.

ثانياً : الأسباب الاجتماعية :
1-   البيئية المنزلية : فالجو المنزلي عامل هام في نجاح الطالب في حياته الدراسية، فنلاحظ أن الخلافات الأسرية والتفكك الأسري يؤدي إلى عدم الاستقرار، مما يرجع آثارها على التحصيل العلمي للطالب.
2-   الحالة الاقتصادية ومما يترتب عليها من نوع الملبس ونوعية التغذية وتوافر وسائل الراحة ، الدخل البسيط للأسرة يؤثر سلبياً على سد الاحتياجات المدرسية مما يعجز الطالب عن متابعة الدراسة على الوجه السليم.
3-   البيئة الخارجية : مثل وسائل الترفيه (سينما ملاهي) ورفقاء السوء.
ثالثاً : الأسباب المدرسية :                                                                     المدرسة يفترض أن تكون عامل جذب للطالب فإن الجو المدرسي إذا لم يكن مشجعاً للطالب فقد يؤدي إلى الاستهتار واللامبالاة في متابعته للدروس.
ومن أهم الأسباب المدرسية :
1-    المنهج الدراسي : أحياناً يكون غير مناسب أي يغلب عليه الكم لا الكيف.
2-   الاختبارات وكيف أصبحت غاية في حد ذاتها وليست وسيلة لقياس مستوى تحصيل الطالب.
3-   اكتظاظ الفصول بالطلاب.
4-   عدم توفر الوسائل التعليمية المناسبة للموقف التعليمي.
أسباب ترجع إلى المدرس :
1-      كثرة الأعباء والأعمال المكلف بها المدرس ، مما يؤدي إلى استنزاف طاقاته.
2-     سوء العلاقة بين المدرس والطالب .
3-     عدم إلمامه بطرق التدريس وفنونه فرب مدرس ذي معلومات واسعة، لم يتخذ الأسلوب المناسب لعرضها على الطلاب وتقريبها إلى أذهانهم.
تحديد مشكلة ضعف التحصيل الدراسي :
    لكي نستطيع تحديد كون التلميذ متأخر دراسياً أم لا ، ينبغي إجراء الاختبارات التالية: 
ـ اختبارات الذكاء.
 ـ اختبارات القدرات.
 ـ اختبارات التكيف الشخصي والاجتماعي.
    هذه الاختبارات وما يمكن أن تكشفه لنا كل واحدة منها من معلومات هامة ومفيدة تساعدنا على التعرف على مستوى ذكاء الطالب، وما إذا كان عمره العقلي يتناسب مع عمره الزمني، أم أنه أعلى، أم أدنى من ذلك، وتدلنا على الوسائل التي يمكن الاستعانة بها لمعالجة أسباب تأخره ، وتوجيهه الوجهة الصحيحة ، وتلافي الهدر الذي يمكن أن يصيب العملية التعليمية والتربوية إذا ما أهمل هذا الجانب من الاختبارات .
أنواع ضعف التحصيل الدراسي:
1- ضعف دراسي عام: ويرتبط هذا النوع بالذكاء حيث تتراوح نسبة الذكاء بين
     المصابين بهذا النوع ما بين (70 إلى 85)..
2- ضعف دراسي خاص: وهو التأخر الدراسي الذي يكون في مادة معينة مثل
     الحساب أو العلوم، ويرتبط هذا النوع بالمواقف الصادمة التي يمر بها الطالب
     كوفاة أحد أفراد الأسرة أو مثل الأحداث التي نحياها من قتل وتشريد إلخ...
3- التأخر الدراسي الدائم: حيث يقل التحصيل عن مستوى قدرته على مدى فترة زمنية
    طويلة .
4- التأخر الدراسي الموقفي: الذي يرتبط بمواقف معينة حيث يقل تحصيل التلميذ عن
       مستوى قدرته بسبب تجارب سيئة مثل النقل من مدرسة لأخرى أو موت أحد أفراد
      الأسرة أو المرور بتجربة انفعالية حادة .
5- التأخر الدراسي الحقيقي : هو تأخر قاطع يرتبط بنفس مستوى الذكاء والقدرات .
6- التأخر الدراسي الظاهري : هو تأخر زائف غير عادي يرجع لأسباب غير عقلية ويمكن
    علاجه .
علاج ضعف التحصيل الدراسي
لكي يكون العلاج فاعلاً ومفيداً فلا بد أن يكون شاملاً .
ومعنى شمولية العلاج أن يكون من جميع الجوانب وبالأساليب المتخصصة في علاج هذه المشكلة ومنها :
1-   أساليب العلاج العصبي والسلوكي (العلاج الإكلينيكي).
2-   أساليب العلاج النفسي.
3-   أساليب العلاج الاجتماعي.
4-   أساليب العلاج المدرسي.
أساليب العلاج العصبي والسلوكي :
وهذا النوع من العلاج نقوم به إذا كان الطالب لديه قصور معين في أي من الأجهزة العصبية فنقوم بعرضه على الأطباء المتخصصين في المخ والجهاز العصبي .. وكذلك إذا كان القصور من عملية السمع أو عملية البصر مما يؤثر على تحصيل الطالب ومتابعته لدروسه فنقوم بتحويله إلى الأطباء المتخصصين.
أساليب العلاج النفسي :
وتجمع هذه الأساليب بين الأساليب المختلفة بمعنى أنها تجمع بين ملاحظة النواحي الجسمية والإجتماعية والحركية والإنفعالية للمراحل السنية المختلفة وكذلك استعمال أسلوب الإرشاد النفسي الذي يتناسب مع المرحلة الدراسية للطالب ، ومعنى هذا أننا نهتم بالطالب من كل الجوانب وهو ما يعرف ( بأسلوب النمو المتكامل) ويشترك في هذا الأسلوب الاختصاصي النفسي مع الأسرة ومع الطبيب ويتم التشخيص للحالة ومن ثم العلاج المناسب.
أساليب العلاج الاجتماعي :
وفيه يقوم الاختصاصي الاجتماعي بدراسة حالة الطالب من كافة الجوانب (الجسمية الاجتماعية - العقلية - النفسية ) وأيضا يقوم بدراسة العوامل البيئية المؤثرة على الطالب مثل المدرسة والمنزل والبيئة المحيطة به من الرفقاء وذلك بهدف الوصول إلى أسباب المشكلة ورسم خطة للعلاج المناسب ، مما يسهم في رفع المستوى التحصيلي للطالب.

دور الأسرة في العلاج :
1-   أن يقوم الأب بالمتابعة اليومية المستمرة لإبنه والإطلاع على الواجبات المنزلية وتقديم المساعدة له .
2-   توثيق علاقة البيت بالمدرسة عن طريق متابعة الأب لابنه في المدرسة والإطلاع على المستوى التعليمي وتطوره.
3-   العلاقة الطيبة بين أفراد الأسرة لها  أثرها الواضح على نشأة الأبناء وتحصيلهم العلمي.
4-    التعرف على المشكلات المدرسية التي تعوق الأبناء في التحصيل العلمي.
5-   زرع الثقة في نفوس الأبناء منذ نعومة أظفارهم.
6-   توفير المناخ المساعد على الدراسة ومراجعة الدروس واستذكارها.
أساليب العلاج المدرسي :
أ- دور الإدارة المدرسية :
1-   إقامة فصول نموذجية في العدد والبعد عن الكثافة الفصلية.
2-   تجهيز الحجرات الخاصة بكل مادة وتوفير الوسائل التعليمية اللازمة.
3-   إقامة دروس تقوية مسائية للطلاب الضعاف.
4-   قياس مستمر لتعلم الطلاب.
5-   متابعة ورعاية الطالب المحتاج لمزيد من التعليم والتحصيل الدراسي، وفي بعض الأحيان تأسيسه إن لم يؤسس على بعض مهارات المادة خلال المراحل السابقة من دراسته.
6-   الإهتمام بوضع خطط العلاج والتقويم لاكتشاف ضعف التحصيل لا تجميل الكشوف وطباعتها الأنيقة.
7-    القضاء على الدروس الخصوصية خارج نطاق المدرسة والتي تدفع المعلم إلى عدم الجدية في الدراسة المنتظمة والطالب إلى التكاسل في المدرسة.
8-   التعرف على السبب والعائق لتعلم الطالب الضعيف وانخفاض مستوى تحصيله الدراسي.
9-   تحريك أسرة الطالب وتوعيتها بأهمية دورها التعليمي والتربوي.
10-                     رفع دافعية الطالب الضعيف نحو المادة والمنهاج والتعليم عامة.
11-                     تكريم المدرس الحاصل على أفضل نسبة نجاح في الطابور المدرسي مما يدفع المدرس إلى الاهتمام بالطلاب الضعاف ورفع المستوى التحصيلي لهم.
ب- دور المدرس :
1-    يجب على المدرس أن يزيد من كفاءته العلمية والمهنية بالقراءة والاطلاع.
2-   أن يقوم بتدريس المادة بطريقة فنيه.. فرب مدرس ذي معلومات واسعة، لم يتخذ الأسلوب المناسب لعرضها على الطلاب وتقريبها إلى أذهانهم ، فبقي العلم عليهم عصياً.
3-   أن يكون قريباً من الطلاب وحبهم لهم وثقتهم فيه، مما يدفع الطلاب إلى قبول التعلم والإستفادة من المادة.
4-   تدريب الطلاب على الاختبارات طول السنة الدراسية.
5-   التركيز على الطلاب الضعاف داخل الفصل وتغيير أماكن جلوسهم إلى أماكن أخرى تساعدهم على الانتباه والوعي والإثراء.
6-   تكليف الطلاب الضعاف بالواجبات المنزلية عن كل درس مما يساعده على استيعاب المادة بشكل أفضل ومتابعة الواجبات بعد ذلك.
7-   وضع جوائز قيمة وشهادات التقدير، لرفع مستوى الطلاب الضعاف.
8-   التشجيع وإيجاد الدافع له دور كبير في إيجاد الحماسة لدى الطلاب..
ومن ذلك عبارات الثناء ونحوها، فإنها دافعة لمزيد من الاجتهاد والعناية. روي مسلم وأحمد في المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أبي بن كعب رضي الله عنه : ((أبا المنذر ، أي آية في كتاب الله أعظم؟)) فقال : آية الكرسي فقال له صلى الله عليه وسلم : (ليهنك العلم أبا المنذر) فتصور شعور هذا الصحابي رضي الله عنه وهو يسمع الثناء والتهنئة من النبي صلى الله عليه وسلم وكيف يكون في طلب العلم بعد ذلك.
9-   خلق الله سبحانه الناس معادن وقدرات متفاوتة جسماً وعقلاً ونفساً وحرصاً واستعداداً ، قال تعالى : (ليسوا سواء) آل عمران 113. والمدرس يتعامل مع الطلاب المختلفين ويخاطبهم ، فعليه مراعاة الفروق الفردية بينهم تربية وتعليماً وكماً وكيفاً ومتابعه .. وهنا تظهر براعة المدرس في تحقيق التوازن بينهم وإفهام الجميع.
10-                     كتابة تقرير شامل عن الطلاب الضعاف أسبوعياً وتقديمه للاختصاصي الإجتماعي للقيام بدوره بعد ذلك في متابعة الطلاب بالاشتراك مع البيت.


قائمة المرجع
·        القرآن الكريم .
·        صحيح الجامع الصغير , الألباني , المكتب الإسلامي , 2010م
·        الفروق الفردية في الذكاء الوجداني ,هريدي ,عادل , مجلة دراسات عربية في علم النفس ,ع,2,ص ,108 ,2003م .
·        المتغيرات الاجتماعية غير المدرسية المرتبطة بكل من التحصيل الدراسي والاستبعاد الاجتماعي : دراسة سسيوكلوجية نقدية ,حمودي , احمد ,مجلة علوم إنسانية ,ع :41.
·        ضعف التحصيل الدراسي وتدني نسبة النجاح لدى طالبات الاقتصاد المنزلي في الثانوية العامة  , جزماوي , أمل ,مديرة التربية والتعليم ,لواء الرصيفة , الأردن ,2006م .
·        المرشد التربوي ودوره الفاعل في حل مشكلات الطلبة , شعلان , هادي ,دار عالم الثقافة , الأردن ,2006م .
·        سيكولوجية التأخر الدراسي نظرة تحليلية علاجية , ذياب , يوسف ,دار المناهج ,2006م .
·        دراسة لبعض المتغيرات المرتبطة بمفهوم الذات لدى عينتين من طلاب مدارس قطر في مرحلة المراهقة , جابر ,عبد الحميد ,مركز البحوث التربوية ,قطر ,1985م .
·        التحصيل الدراسي , دراسته , نظرياته , واقعه ,والعوامل المؤثرة فيه ,الحامد ,محمد , دار الصولتية للتربية ,الرياض ,1996م.
·        دراسة موازنة ناقدة لنماذج السمات الكامة والنماذج الكلاسيكية في القياس النفسي والتربوي , علام , صلاح الدين , المجلة العربية للعلوم الإنسانية  ,27, ص 44,الكويت ,1987م .
·        علم نفس النمو , زهران ,حامد ,ط ,5 ,دار العودة , بيروت ,1981م.
·        علم النفس التربوي , عدس ,عبد الرحمن ,دار افكر ,عمان , الاردن ,1999م.
·        دراسات في المدارس التربوية الحديثة , رسمي ,عايد , دار حنين ,ط1 ,2009م.
·        رامي اليوسف , المهارات الاجتماعية وعلاقتها بالكفاءة الذاتية المدركة والتحصيل الدراسي العام لدى عينة من طلبة المرحلة المتوسطة في منطقة حائل بالمملكة العربية السعودية , , مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية , المجلد الحادي والعشرون العدد الأول ص 327.
·        كمال الاسطل ,العوامل المؤدية إلى تدني التحصيل في الرياضيات لدى تلامذة المرحلة الأساسية بمدارس وكالة الغوث الدولية بقطاع غزة , رسالة ماجستير , قسم المناهج وطرق التدريس , كلية التربية ,الجامعة الإسلامية بغزة ,1431هـ.
المحتويات
التسلسل
الموضوع
1
الإطار النظري ,المقدمة , أسئلة الدراسة , أهداف الدراسة حدود الدراسة
منهج الدراسة , حدود الدراسة , مصطلحات الدراسة ,الدراسات السابقة
2
مفهوم ضعف التحصيل الدراسي
3
أسباب التأخر الدراسي
4
تحديد مشكلة ضعف التحصيل الدراسي
5
أنواع ضعف التحصيل الدراسي
6
علاج ضعف التحصيل الدراسي
7
قائمة المرجع

هناك 9 تعليقات:

  1. هل يوجد توثيق لهذه الرسالة؟

    ردحذف
  2. شكرا لك اخي الكريم .. ارجوا منك السماح لي باستخدام هذه الدراسة على المرحلة المتوسطة بعد التصرف في بعض النقاط لتلائم المرحلة .. مع العلم باني ساذكر المدونة ورابطها الالكتروني واشرح ما قمت به من تصرف في صفحة مستقلة .. لن يهضم فيها جهدك باذن الله .. اسال الله العلي القدير ان يجعلها في موازين حسناتك

    ردحذف
  3. السلام عليكم
    اخوي لو سمحت لو توضح نوع الرسالة ، والقسم، والكلية والجامعة عشان اقدر انشرها بجميع الحقوق

    ردحذف